تعرف على القنابل التي ستخدمها الكيان الصهيوني لتدمير غزة !

أظهرت تسريبات من موقع “أكسيوس” الأميركي أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب اتخذت قرارًا مفاجئًا برفع الحظر الذي فرضته إدارة جو بايدن على إمدادات القنابل الثقيلة التي تزن 2000 رطل، مما أتاح لإسرائيل الحصول على شحنة ضخمة من قنابل “مارك 84”. ويُذكر أن هذه القنابل الأميركية، التي تُصنع خصيصًا لتدمير الهياكل الكبيرة، وصلت إلى إسرائيل على متن سفينة عسكرية أميركية، في خطوة أشعلت النقاش حول استخدام الأسلحة الأميركية في الصراع الدائر في غزة.
قنبلة “مارك 84” والتدمير الواسع
تُعد قنابل “مارك 84” من بين الأسلحة الأكثر تدميرًا التي استخدمتها إسرائيل في عدوانها على قطاع غزة بين عامي 2023 و2025. خلال تلك الفترة، أسقط الطيران الإسرائيلي ما لا يقل عن 600 قنبلة من هذا النوع، والتي تزن كل منها حوالي 2000 رطل، على مناطق سكنية وحساسة في غزة، بما في ذلك المستشفيات. هذه القنابل لا تقتصر آثارها على التدمير الفوري، بل تخلق فجوات ضخمة في الأرض، يصل عرضها إلى 20 مترًا، ما يتسبب في دمار واسع يشمل الأرواح والمرافق الحيوية.
العدد الهائل من هذه القنابل التي استخدمتها إسرائيل، وهو ما يعتبر انتهاكًا للقانون الإنساني الدولي، يطرح تساؤلات حول نية الاحتلال في تدمير المدنيين والبنية التحتية في غزة. الأبحاث التي أُجريت حول الهجمات الجوية التي شنها جيش الاحتلال على القطاع أظهرت أن إسرائيل استخدمت قنابل “مارك 84” بشكل منهجي قرب المستشفيات والمناطق السكنية، وهو ما يثبت وجود خطة واضحة للإضرار بالمدنيين، متجاوزة بذلك القانون الدولي.
الأسلحة الذكية: من “JDAM” إلى “سبايس”
إلى جانب القنابل غير الموجهة، استخدم الاحتلال الإسرائيلي أيضًا قنابل موجهة بدقة مثل “ذخيرة الهجوم المباشر المشترك” (JDAM)، التي تعد من الأسلحة الدقيقة التي يتم تزويدها بأجهزة توجيه متقدمة لتحسين دقتها. هذه الأسلحة تعتمد على نظام تحديد المواقع GPS والملاحة بالقصور الذاتي لضمان إصابة الهدف بدقة عالية حتى في الظروف الجوية المعاكسة. ومع ذلك، فإن استخدامها في مناطق مأهولة مثل غزة لا يتماشى مع المبادئ الإنسانية، حيث أن دقتها قد تؤدي إلى تدمير الأحياء السكنية والمرافق المدنية.
وفيما يتعلق بقنابل “سبايس”، التي طورتها شركة “رافائيل” الإسرائيلية، فهي قنابل دقيقة التوجيه تم تحويلها إلى أسلحة عالية الدقة بفضل تكنولوجيا متطورة. تكمن خطورة هذه القنابل في أنها يمكن أن تُستخدم في المناطق المزدحمة بالسكان، مما يزيد من احتمالية مقتل مدنيين أبرياء، كما حدث في عدة هجمات استهدفت مناطق مكتظة في غزة.
القنابل الخارقة للتحصينات: لتدمير الأنفاق
إحدى الإستراتيجيات العسكرية التي تبنتها إسرائيل في غزة كانت استخدام القنابل الخارقة للتحصينات، التي صُممت خصيصًا لاختراق المخابئ والأنفاق. من بين هذه القنابل، “جي بي يو 28” و”بلو-109 ب”، التي تزن آلاف الأرطال، قد تُسبب دمارًا هائلًا في الأماكن المغلقة. وقد اعتمدت إسرائيل على سياسة “التبليط” في استهداف الأنفاق، مما يتسبب في تدمير مناطق شاسعة، حتى لو لم يكن الهدف محددًا بدقة.
الأسلحة المحظورة دوليًا: القنبلة الفراغية
في وقت لاحق من عام 2024، ظهرت أدلة على استخدام إسرائيل للأسلحة المحظورة دوليًا، مثل القنابل الفراغية، التي تسببت في مشاهد مروعة في غزة. تعمل هذه القنابل على إطلاق سحابة من الوقود المعلق في الهواء، والتي تُشعل بعد ثوانٍ لخلق انفجار هائل تتجاوز حرارته 3000 درجة مئوية، مما يتسبب في موجة ضغط مدمرة. القنابل الفراغية تُستخدم في الأماكن المغلقة مثل الأنفاق، لكن في المناطق السكنية المكتظة بالسكان تصبح أداة قتل جماعي لا تميز بين مقاتل ومدني.
إن استخدام إسرائيل للأسلحة الأميركية في غزة، بما في ذلك قنابل “مارك 84″، قنابل “JDAM”، وأسلحة “سبايس” و”القنابل الفراغية”، لا يعكس فقط تفوقًا عسكريًا، بل يعكس أيضًا تجاهلًا تامًا للقانون الإنساني الدولي. إن هذه الأسلحة، التي تسببت في دمار واسع النطاق وقتل مئات المدنيين، تبرز إشكاليات خطيرة حول أخلاقيات الحرب واستخدام الأسلحة في مناطق مكتظة بالمدنيين. وبينما تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في استخدام هذه الأسلحة، يبقى الأمل في تحقيق العدالة والضغط على القوى الدولية لإنهاء هذا النزاع القاتل.